هشاميات

الاثنين، ٥ ربيع الأول ١٤٣٠ هـ

عندما يغضب الغريب لمصلحة الوطن

لا للظلم.. ولا للمزايدة في حب الوطن ورموزه.
لقد غضب المدرب الروماني ليلة فرحه ..
فقط لأنه أراد أن يشرك بقية اللاعبين فرحة الفوز داخل الملعب.
غضب لأن الفرحة قتلت من خلال رجل أمن غليظ المشاعر قاصر النظر.
غضب لأن فرحة هؤلاء اللاعبين الواعدين ذهبت أدراج الرياح.
غضب لأنه لم يتمكن من ممارسة دوره التربوي التحفيزي للاعبي المستقبل.
لقد أثنى هذا المدرب القديرعلى مجتمعنا وأشاد كثيرا بتعامل السعوديين معه ، وعبر أكثر من مره عن اعتزازه بالعمل في أجواء المملكة رغم الكثير من العروض التي تنهال عليه .

أما تصرفه بخلع القميص ومسح وجهه به ثم وضعه على المنصة فهو تصرف عفوي ، ومن الواضح لكل من شاهد اللقطة بأن لغة جسده تقول أنه لم يكن يقصد الصورة ، ولم يقصد مطلقا الإهانة لراعيها ، كما أنه صرح بعد المباراة بأن موضوع الصورة لم يخطر على باله مطلقا .

بل أكثر من ذلك فقد وضع القميص على المنصة لأن بعض الجمهور من ذوي الاحتياجات الخاصة المتواجدين في الملعب طلبوا منه القميص فتركه على المنصة.

من الطبيعي أن يفوز فريق قوي على غريمه التقليدي وأن يحصد البطولات .. ومن الطبيعي أن تشتد المنافسة داخل الملعب .
لكن ما أقبح المزايدات على حب الوطن عندما يكون الهدف الحقيقي هو تصفية الحسابات مع هذا النادي أو تلك الجهة.

من الطبيعي أن يغضب المرء عند تعرضه للاستفزاز والإهانة وعدم الفهم .

لكن ما أبشع الكذب وتزوير الحقائق وقذف الاتهامات إذا كان الجميع شاهد ما حدث ، فالرجل لم يبصق أبدا على القميص ، ومن يدعي غير ذلك فقد أثبت على نفسه صفة التعصب الأعمى وانعدام المصداقية.

لو كل من يرفض الصعود إلى المنصة يتم ترحيلهم لبلادهم ومنعهم من العمل عندنا فإلى أين سيتم ترحيل مسؤولي بعض الأندية المواطنين؟

هل عدم صعود المنصة يعتبر مخالفة نظامية منصوص عليها؟ وهل لها عقوبة منصوص عليها في اللوائح؟
هل القرارات والأحكام والعقوبات تصدر بدون مساءلة وتحقيق وتثبت؟

عموما لقد أوضح المدرب الروماني أولاريو كوزمين أنه يعتذر لكل الشعب السعودي عن ما بدر منه إذا كان قد فهم منه الإساءة رغم أن القصد لم يكن الإساءة بأي حال وأن الأمر كان عفوياً ودون حسابات معينة.

لقد قال بالحرف:
"كنت ألبس ثلاثة قمصان، كان الجو حارا وبعد احتفالاتنا أيضا شعرنا بالحر أكثر، بكل بساطة لم أفكر بالاساءة لأحد، فقط كان الجو حارا، تذكرت وأنا في طريقي لغرفة الملابس أن أحدهم قال لي وبالعربية تي شيرت تي شيرت، كان يطلب قميصي للذكرى, بعد ثوان من العصبية خلعت القميص ووضعته على منصة الاحتفال بهدوء ولم أرمه على الأرض وأكملت طريقي إلى غرفة الملابس، لم أبحث عن تسجيل أي اساءة لأي أحد، كان تفكيري منصبا على أن اللاعبين أحق بالاحتفال مني أنا، وعندما تأكدت أني سأصعد للمنصة لاخذ الميدالية وبعض اللاعبين لن يصعدوا شعرت بالخجل من نفسي واللاعبين، كيف يمكن أن يكون ذلك.

تذكرون في الموسم الماضي لبست قميصا كتب عليه إلا رسول الله ويومها حاربوني في بلادي وقالوا لماذا فعلت ذلك وتسبب ذلك في أحراجي، لكني لا اخجل مما أفعل واعترف بكل شيء، أخذت ذلك القميص ووضعته في إطار وعلقته في مطعم من مطاعمي في بلادي، لا يمكن أن أسيء لأحد، أرجو أن تفهموني كيف يمكن أفعل ذلك.

لا يمكن أن أتعمد الاساءة خاصة لهذا الرجل العظيم وهو عم رئيس النادي الذي أعمل فيه ووالد أغلب أعضاء الشرف المهمين في نادينا أيضا، لا يمكن، لا يمكن أن أفعل ذلك، لدي احترام واضح وصريح للجميع.

أريد أن أقول أيضا لدي احترام كبير للعائلة الملكية أنا احترم الملك عبد الله الذي يساعد الفقراء في كل العالم، ولديه مبادرات انسانية معروفة يتحدث عنها الاعلام في كل مكان، مثل علاج المرضى، قرأت عن مساعدته للتوائم في بولندا والمغرب ومصر، وقرأت عن اطلاقه لمشروعه العالمي حوار الأديان، واحترم ولي العهد الأمير سلطان وسعيد بالفوز بكأسه وشفاءه في الوقت نفسه، وتعلمون أن زوجتي لديها مشاكل صحية وساعدني الأمير في علاجها، لا أنسى له الموقف، كنت اتحدث للصحافيين الرومانيين الذين بقوا معنا أسبوعاً في الهلال كما تعلمون عن تماسك المجتمع السعودي وكيف يساعد الناس بعضهم في اشياء كثيرة وعن تطوركم الكبير في المستشفيات والعلاج.

ارجع وأؤكد كيف يمكن أن يخطر في بال أحد أنني ممكن أن اسيء للأمير سلطان ولي العهد, لم أفكر في التصرف بشكل مسيء لصورته التي كانت على القميص، أنا أعرف أنه والد أغلب اعضاء شرف النادي المهمين عم رئيس النادي الذي أحبه وأقدره وأنا رجل لا ينسى من يصنع له معروفا، ورئيس النادي ساعدني مساعدة كبيرة في علاج زوجتي لا يمكن أبدا أن اقابل صنيعه بالاساءة."

مثل هذه القرارات الانفعالية والمتعجلة تسيء لبلادنا... أكثر من هذا المدرب أو ذاك النادي.

إنها سمعة وطن .

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية