هشاميات

الخميس، ٨ ربيع الأول ١٤٣٠ هـ

هل ولى زمن العدالة؟

العدل والمساواة


الحق والحرية


الكرامة وحقوق الإنسان


كلمات جميلة لا أحد يجادل بشأنها ، لكن كيف نتوقع من جيل عاش عمره في العبودية أن يفهم معنى كلمة الحرية؟

كيف نتوقع من شعوب تم استغفالها وهضمت حقوقها واستنزفت مواردها بانتظام أن تستوعب معنى العدالة؟

كيف نطالب شعوبا خائفة تئن تحت وطأة الحاجة ولقمة العيش أن تدرك أنها ضحية من أقرب الأقربين إليها ؟


من الطبيعي أن تسيطر الأنظمة المستبدة على مناهج التعليم ووسائل الإعلام ، لكن كيف استطاعت هذه لأنظمة الشمولية أن تسيطر على قناعات شعوبها بأن لاحياة ولا كرامة ولا عزة إلا بوجود الزعيم والهتاف بحياته ولو على حساب مئات الألوف من الجماجم ، بل إن استمرار سلطة الزعيم رغم كل ما جنته يداه بحق شعبه المغلوب على أمره دليل على الانتصار والعزة والكرامة.


ولم يكن ذلك ليحدث لولا التعلق الساذج المرتبط بالخوف من الاندثار والتلاشي إذا غاب الزعيم .


هذه مفارقة عجيبة حيث أن الضحية هو الجاني ، فلولا التلذذ بالهوان وركون هذه الشعوب إلى الظالمين لما تجرأ هؤلاء الزعماء على ارتكاب أبشع الجرائم والتضحية بالمبادئ والقيم بل بأقرب الناس من أجل الكرسي .

وما يزيد الأمر غرابة هو الجرأة العجيبة لدى هؤلاء الزعماء التي تصل إلى حد الوقاحة في التشدق بهذه المبادئ في الوقت الذي تتم فيه ممارسة أبشع الجرائم ، بمبررات واهية وتحت شعارات نبيلة .


أما الأعجب من ذلك أن تنقاد الجموع إلى تصديق تلك المبررات وبالتالي تكريس الظلم وجرائم الاحتلال وقتل الأبرياء وامتهان الكرامة بدعوى العدالة والحرية وحقوق الإنسان!!


هل ولى زمن العدالة ؟


يبدو أن الحق هو ما تصنعه القوة ، أما القيم الإنسانية فتأتي تاليا لتبرر الفساد ، وتجمل الظلم ، وتلطف ما تفعله القوة.



التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية