هشاميات

الأربعاء، ١٤ ربيع الأول ١٤٣٠ هـ

نحن والأعمال الإليكترونية

باتت التجارة الإلكترونية تحظى بنصيب كبير في التجارة العالمية ، بل إن العالم يتجه إلى زيادتها وتنميتها لتكون وسيلة آمنة للتبادل التجاري بين الأسواق العالمية من جهة وفتح آفاق التعاون التجاري مع أسواق جديدة وبعيدة جغرافياً من جهة أخرى .

والهدف الرئيس للغالبية العظمى من الشركات والأفراد من خلال تواجدهم على شبكة الإنترنت هو التجارة سواء كانت إليكترونية أو تقليدية حيث يمكن من خلال الإنترنت تقديم خدمات هامة في هذا المجال مثل عرض منتجات الشركة مع وصف متكامل لمميزاتها وأسعارها وصورها ، كما يمكن عبر الشبكة تقديم المتاجر الافتراضية التي تعطي الفرصة للشركات لتسويق منتجاتها عبر الإنترنت من خلال بطاقات الائتمان وكذلك خدمة إرسال واستقبال الفاكسات عبر البريد الإلكتروني لاختصار الوقت والتكاليف .

أما مفهوم الأعمال الإليكترونية فهو أبعد من مجرد بيع وشراء البضائع وعقد الصفقات عبر الإنترنت حيث لابد من البدء بالداخل أي في الشركة نفسها ونظم إدارتها ، فالأعمال الإليكترونية تعني التعامل الداخلي للشركة عن طريق أحدث الوسائل التقنية بالإضافة إلى التعامل الخارجي عن طريق الإنترنت .

لقد أصبح من الممكن اليوم أن يحجز أحدنا تذكرة طائرة أو غرفة في فندق أو يستأجر سيارة أو يشتري بعض السلع وهو جالس أمام جهاز الكمبيوتر ، وبما أن ذلك يتطلب غالباً إدخال رقم بطاقة الائتمان وخوفاً من تسرب الرقم واستخدامه من قبل آخرين لذلك استجابت أسواق أمن الشبكة بسرعة لتحديات أمن الإنترنت وظهرت تقنيات التشفير بكافة تطبيقاته مثل تقنية المفتاح السري والتوقيع الرقمي ونظام الاتصال الآمن ونظام الشهادات المصدقة وغيرها من تقنيات التشفير التي دعمت حماية أمن المعلومات ، وبالتالي فإن بعض التقارير تشير إلى أن التجارة الإلكترونية سوف تتضاعف خلال السنوات القادمة ، ويدعم ذلك التطور الكبير في تقنية المعلومات في مجال المعالجة والاتصال مما أدى إلى زيادة الكفاءة والاستخدام الأمثل للموارد بخفض التكاليف وابتكار سلع وخدمات جديدة ، وقد حققت الدول المتقدمة نمواً اقتصادياً فاق التوقعات في هذا المجال .

وقد أدركت العديد من الشركات ضرورة اللحاق بركب الأعمال الإلكترونية وبدأت خطواتها بتجهيز البنية المعلوماتية اللازمة ، واستخدام الوسائل التقنية في تداول المعلومات سواء بالبريد الإلكتروني أو ببناء شبكة المعلومات الداخلية (الإنترانت) التي تخدم أعمالها بشكل فعال للغاية ليس فقط بأتمتة معظم إجراءات العمل اليدوية فحسب بل ببناء أعمال الشركة بطريقة جديدة وحديثة .

كما دشنت الشركات مواقع لها عبر الإنترنت تمهيداً للوصول إلى هدف ممارسة الأعمال الإلكترونية ، وهي خطوة كبيرة وأساسية ، لكنها تواجه العديد من التحديات الخارجية والداخلية على السواء .

فالتحديات الخارجية عديدة منها : ضرورة وجود أنظمة وتشريعات تساعد على تأسيس هذه التعاملات وتسهيلها وضبطها ، وكذلك عدم تعود المستخدم على هذه التقنية الحديثة ومقاومة التغيير مع أزمة الثقة في تلك المعاملات ، بالإضافة إلى متطلبات البنية التحتية للشبكات ونقص الوعي التقني ، وكذلك قصور الإنفاق على برامج البحث العلمي والتطوير .

أما التحديات الداخلية فتكمن في ضرورة بناء استراتيجية تسويقية قادرة ليس فقط على استيعاب قدرات وإمكانيات الشبكة فحسب بل متفهمة لطبيعة أعمال الزبائن ، وحيث أن عميل الشبكة يختلف عن العميل التقليدي لذا لابد من الاهتمام بمضمون الموقع أكثر من الشكل وربط المعلومات المتوفرة عن المخزون والسلع والأسعار بالمعلومات الداخلية للشركة بحيث يتم تحديثها على الموقع تلقائياً ، كما لابد من عدم الافتتان بالتقنية الحديثة دون التركيز على متطلبات العمل والتي من أهمها تخفيض التكلفة وزيادة الفعالية .

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه : هل يمكن التغلب على التحديات القائمة التي تعوق إنشاء موقع ذي أعمال إليكترونية ناجحة ؟؟

هذا هو التحدي ، أما تشخيص الواقع فما هو إلا محاولة أولية للحفاظ على أولى خطوات النجاح.
والله الموفق .




التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية