هشاميات

الخميس، ٢٩ ربيع الأول ١٤٣٠ هـ

(قبة) لؤلؤة الصحراء

تلك هي (قبة) لؤلؤة الصحراء، وبوابة القصيم الشرقية، ومحطة القوافل التجارية ، والوجهة الرئيسية لهواة القنص والرحلات البرية وهي تبعد عن مدينة بريدة 140كلم في الجهة الشمالية الشرقية، وتبرز أهميتها من خلال موقعها وطبوغرافية أرضها كأوسع المناطق الرعوية في المنطقة وأكثرها خصوبة ، وتشترك حدودها مع خمس مناطق رئيسية على مستوى المملكة، القصيم، والرياض، والمنطقة الشرقية، وحائل، والحدود الشمالية .

وقد تأسست (قبة) على يد الشيخ سعد بن مثيب وهو من فخذ الكلخة من (بني علي) والذي يعد في كتب التاريخ أول نواة لحركة الإخوان وكان يلقبه المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بلقب (أخـوي) ، وقد أسس هجرة (قبة) حيث طلبها من المؤسس الراحل عندما كان على الغداء عند (ابن عسكر) أمير محافظة (المجمعة) وقال له نحن قبيلة أهل حافر وخيل ولا توجد لدينا هجرة فرد عليه الملك وقال له: لك ما بدالك من أراضي نجد ،فاختار هجرة (قبة) لموقعها الاستراتيجي وطيب المراعي فيها وكثرة الماء ، وقد اسشتهد ابن مثيب رحمه الله في معركة (الرغامة) ضد الشريف الحسين بن عليه أثناء فتح الحجاز رحمة الله عليه.

ويقول الشيخ محمد بن عبد المحسن الفرم رئيس المركز عن تاريخ إنشائها بأنها جاءت بإقطاع من الملك عبد العزيز رحمه الله إلى والدنا الشيخ عبد المحسن الفرم رحمه الله عام 1340هـ ، وكان الوالد وجماعته آنذاك أهل خيل وإبل ويبحثون عن المواقع التي تتوافر بها أنواع المراعي، وتحقق طلبهم من خلال هذا المكان الذي أصبح فيما بعد نقطة انطلاق لجيوش التوحيد ومحطة هامة للقوافل التجارية بين الكويت والعراق والقصيم قبل إنشاء الطرق الحديثة، مشيرا إلى أن موقعها الجغرافي جعل منها همزة وصل بين عدة مناطق، وأكسبها أهمية كبرى من النواحي الأمنية والتجارية والسياحية ، وشجع على حركة الاستيطان حتى بلغ سكان مدينة (قبة) وتوابعها حاليا قرابة العشرين ألف نسمة تنوع نشاطهم بين الزراعة والتجارة وتربية المواشي.

وهي حاليا مدينة عامرة تضج بالحركة والتطور وتنعم بمختلف الخدمات الرئيسية وشبكة من الطرق الإقليمية تربطها بشرق المملكة مع غربها ، ويوجد فيها مركز إمارة وشرطة ومستشفى ومجمعات تعليمية إلى المرحلة الثانوية ومحكمة ومجمع خدمات بلدية وبريد ومركز لهيئة الأمر بالمعروف وخدمات تجارية وبنكية وشبكة طرق وساهم المجمع القروي بتطوير المدينة في سنواتها الأخيرة وذلك بإنشاء أسواق تجارية وفتح شوارع رئيسية وأعمال رصف وإنارة ومشاريع تجميلية ، كما تم إنشاء قناة خراسانية جعلت من (قبة) أحد مدن القنوات المائية وسيتم استغلال هذه القنوات في النواحي التجميلية مستقبلا .

وتعتبر (قبة) إحدى واجهات منطقة القصيم السياحية في مجال سياحة الصحراء والوجهة الرئيسية لهواة القنص والرحلات البرية نظرا لما يتوفر فيها من طبيعة وأودية وغابات.

ومن معالمها السياحية التراثية (القصر الأثري) والذي انشيء قبل عام 1351هـ على شكل المصمك بناه رجل من أهالي القصيم يدعى ابن مقبل بأمر من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله ولا زال يصارع عوامل التعرية ، وكان مقراً للإمارة، وقد سكن القصر الأمير عبد العزيز بن مساعد رحمه الله في بعض جولاته ، وتم ضم هذا القصر لإدارة الآثار التابع لوزارة التربية .

عبدالمحسن الفرم

(قبة) لبني علي من (حرب) وأميرهم الشيخ محمد بن عبد المحسن الفرم ، ووالده (أخو حسناء) الشيخ الفارس عبدالمحسن بن صنيتان بن عبدالمحسن بن فرز الفرم، زعيم عشائر بني علي من مسروح من حرب ، ويعتبر من كبار زعماء العشائر لماله من مكانة لديهم، وتسميه العامه (محسن) ، وكان يفخربأخته حسناء ويعتز باسمها وينتخي بها كعادة الفرسان العرب، وقد توفيت بعد وفاته عام 1389هـ ويلقب أبو جلّال بـ (شريدة الفرسان) وهولقب ورثه من أهله الذي توارثوا هذه العزوة من أيام جدهم " فرز الفرم " رحمه الله الذي عاصر الإمام عبدالله بن سعود رحمه الله بحدود عام 1233 هـ ، وسبب هذه التسميه أن عائلة الفرم لا يركبون الخيل جميعا بل يكتفون بأحدهم لشجاعتهم منقطعة النظيرإذ لا يطارد الفرسان إلا واحد فقط ويحل أحدهم محل الآخر .

وقد ولد الأمير عبدالمحسن الفرم في أعالي نجد سنة 1298 هـ . وتزعم القبيلة في أول شبابه ، وكانت بني علي تسكن المدينة وماوراءها قبل أن يبوأهم زعيمهم الفرم (قـبة) وماحولها من سهول وأودية شمال القصيم.

ويعد أحد عقلاء الرجال المعاصرين وفيه دين وسماحه وكرم، شارك بالعديد من غزوات التوحيد التي جرت على أرض الجزيرة العربية ، كما ترأس بعضاً منها ، وعرف من خلالها بالبطولات والصولات والجولات ومقارعة الأعداء والصرامة والإخلاص لهذا الوطن، وهو أحد أشهر الرجال الذين عرفوا بالشجاعه وقوة البأس وسداد الرأي، كما عرف عنه نيته الحسنه ورقة قلبه للفقراء
وعندما ساد الأمن ربوع هذه البلاد وتوحدت تحت راية الملك عبدالعزيز بن سعود غفر الله له ، تفرغ الفرم إلى بناء بلدته ( قبه) وتشجيع أهلها على العلم والعمل ، حيث تطورت وساهمت في إنتاج القمح والشعير وصار سوقها من أكبر أسواق المنطقة ، كما تخرج العديد من أبناء (قبة) من المعاهد والكليات والجامعات وصار منهم العلماء والأطباء والمهندسون والضباط ورجال الأعمال .
وفي سنة 1387 هـ توفي هذا الشيخ الجليل في (قبة) مخلفاً وراءه تسعة من أبنائه :

1 - الأمير/ جلال بن عبدالمحسن الفرم الذي خلف والده على الأمارة إلا انه لم يعمر طويلاً إذ لحق بوالده، وكان سمحاً وجيهاً رحمه الله.
2 - الأمير/ عبدالله الفرم الذي خلف أخاه عدة سنوات على إمارة (قـبة) ومشيخة القبيلة وساربهم سيرة حسنة وكان محبوباً لدى عشائر نجد ولدى كل من عرفه رحمه الله.
3 - الأمير/ محمد الفرم أمير (قبة) حالياً وشيخ القبيلة وهو رجل كريم .
4 - الأمير/ نايف الفرم . أمير اللواء الثاني والعشرون بالحرس الوطني .
5 - بندر الفرم . نائب أمير أحد أفواج الحرس الوطني.
6 - متعب الفرم . رئيس أحد سرايا الحرس الوطني.
7 - تركي الفرم . قائد لواء الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني.
8 - بدر الفرم . قائد كتيبه بالحرس الوطني .
9 - سويحل الفرم . قائد سرية بالحرس الوطني .

التسميات:

1 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية