هشاميات

الأربعاء، ٢٨ ربيع الأول ١٤٣٠ هـ

هل ما نراه حقيقة؟

هل مشكلة هذا العصر تكمن في عنف العالم الإسلامي؟ أم أن الإرهاب لا دين له؟
هل حقا الإسلام دين عنف؟ أم أن هناك عنصرية ضد الإسلام؟
هل (القاعدة) يقاومون المحتل والمعتدي ويدافعون عن حقوق المسلمين المسلوبة؟ أم أنهم قتلوا خلال (جهادهم) خمسة آلاف من المدنيين الأبرياء خلال عشرين عاماً ، وهؤلاء لهم أسر ولهم أصدقاء ، وامتدت عمليات القتل والتفجير إلى مدن مسلمة ومجمعات سكنية مدنية يقطن فيها مدنيون وأطفال ونساء.

هل هذه هي المقاومة من أجل الحرية؟ أن يكونوا قتلة؟

إنها مأساة كبيرة ، لكن ماذا عن الغرب؟

هل حقا يؤمن الغرب بالعدالة والحرية والمساواة وحقوق الإنسان؟
أم أنها كذبة مريحة ضمن مسلسل مستمر من القناعات الزائفة التي أقنعوا أنفسهم بها؟
هل الثقافة الغربية مسالمة وذات إشعاع حضاري مجيد؟ أم أنهم استخدموا العنف بلا رحمة أكثر من الآخرين؟
هل أبناء الغرب هم الصالحون ، والمثل الأعلى الذين يمدون يد المساعدة؟ أم أنهم قساة وحشيون؟
هل سيطر الغرب على العالم بسبب فكرهم الرائع ، وقيمهم النبيلة ؟ أم أنهم سيطروا بقوة السلاح والمعايير المزدوجة؟

أين الحقيقة ؟

هل حررت الولايات المتحدة العراق؟ أم حاصرته سنوات ثم دمرته على من فيه وأعادته خمسين عاما إلى الوراء؟
هل هل أعادت إعمار العراق وبناء الإنسان ؟ أم أشعلت الحروب الطائفية وقطعت أوصال المجتمع؟
هل أنقذت الشعب العراقي من جلاديه السابقين؟ أم قتلت مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
هل ساهمت في رقي الشعب الأفغاني وتعليمه ؟ أم تسببت في ازدهار تجارة وزراعة المخدرات ؟

هل المسلمون هم الذين ذبحوا أربعة ملايين من البشر أثناء الحروب الصليبية؟
هل المسلمون هم من قتل خمسين مليوناً أثناء الاستعمار؟
هل المسلمون هم من قتل سبعين مليوناً في الحربين العالميتين الأولى والثانية؟
هل المسلمون هم من قتل ستة ملايين من اليهود؟

وبالتالي ، هل من اللائق أن يكون المسلم رمزاً للإرهاب؟ أم أن هذا حصيلة عدوان الإعلام الغربي الحر؟

أين الحديث عن ضحايا السياسة الغربية في فلسطين والعراق وأفغانستان والبوسنة؟ كثير من الأمور التي يراها معظم الناس حقائق مسلم بها لا تعدو كونها صورة نمطية مبنية على تزييف الحقائق وقلب الوقائع ، وقد تم تصديقها من قبل كثير من السياسيين فضلا عن رجل الشارع العادي ، بسبب الإعلام الموجه المتلبس بثوب الحرية وهو منها بريء .

أغلب الناس يتحدثون عن الإسلام وهم لا يعرفون عنه شيئا.
ويصدرون أحكاما عن شعوب ومناطق وقضايا تاريخية وهم لم يختلطوا قط بأهل هذه المناطق.
ويقررون أمورا عن حقائق جغرافية ووقائع على الأرض عن بلدان مثل فلسطين والعراق وأفغانستان وهم لم يزوروها قط.
هل يوجد سياسي أمريكي أو ألماني أو فرنسي قضى أسبوعاً مع عائلة في تلك البلدان؟
هل يوجد أحد من أصحاب الأحكام الجاهزة والنظريات المقولبة من عاش بنفسه تلك التجربة ، وتعايش مع الأوضاع ، ورأى الأمور كما هي دون تأثير إعلامي؟

هل هناك من شاهد الحرب الحقيقية في العراق؟

ألا يوجد في العراق مقاومون حقيقيون ومناضلون من أجل الحرية ، الذين لا يقتلون المدنيين بل يقاومون الاحتلال الأمريكي ؟
أليست هذه المقاومة تقوم في المتوسط بحوالي مائة عملية ضد الاحتلال كل يوم؟
أليست القوات الأمريكية كذلك تقوم في المتوسط بمائة غارة يوميا؟ مع ما يصاحبها من قصف بالقنابل وإطلاق للقذائف والرصاص ، فضلا عن المداهمات والاعتقالات والتعذيب وغير ذلك؟

ثم ما الذي نشاهده على شاشات التلفزيون؟
هل نشاهد المائة عملية التي تقوم بها المقاومة؟
هل نشاهد المائة غارة التي تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكي؟

إن ما نشاهده هو عملية أو عمليتين أو ثلاث من العمليات الانتحارية الوحشية لإرهابيين أجانب.


نحن لا نشاهد الحقيقة.

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية